منذ بداية العقد الحالي، وكاميرات الفنانين السوريين تلتقط صوراً للفنان الفلسطيني معتز موعد، ولصوره المتنوعة المضامين؛ التي أبهرت كل متذوق للفن «الذكي» بفضل امتزاج الفني بالإنساني في صوره، حتى لو كانت الصورة لقطة لحجر!
رغم ذلك، لم يكن عالم التصوير ضمن اهتماماته! بل قادته الأحداث والظروف، رويداً رويداً، وخلال عشرة أعوام، للإفراج عام 2010 عن موهبته الدفينة في فن التصوير الفوتوغرافي، يقول: «كان اهتمامي منصباً على مجال التصميم، ثم جاءت انتفاضة الأقصى عام 2000 التي جعلتني تلقائياً -رغم حداثة سني آنذاك- أتجه لفن الملصق «البوستر» لما يتمتع به من مكانة ودور مهم في قضيتنا الفلسطينية. فكانت تلك الفترة الزمنية سبباً رئيساً لنشأة الوعي البصري لدي على أن الصورة وسيلة لإيصال فكرة ما».
وعن كيفية اتجاهه إلى فن التصوير يقول موعد: «كانت الاستعانة بأجزاء من الصور الفوتوغرافية عبر الكمبيوتر لصناعة مشهدي الخاص وإيصال فكرتي، هي البداية الأولى لي، ومع الوقت صرت بحاجة ماسة لأكون أنا من يصنع الصورة ويجهز الملصق بأكمله. لكن عدم الاستقرار في السنوات الأخيرة، أفقدني الهدوء الذي يحتاج إليه مصمم الغرافيك، مما دعاني لتكريس جهدي في تنمية موهبتي في التصوير الفوتوغرافي، بخاصة أنه ليس غريباً على بيئتي، فوالدي أحد أهم وأشهر المصورين في الصحافة السورية، ومن خلاله تعلمت واكتسبت المعرفة وأبحرت في عالم التصوير».
وعن مكانة فلسطين على خريطة إبداعاته، يقول موعد: «أي منتج فني هو منتج إنساني، والإنسان بداخلي ينتمي إلى فلسطين بالفطرة، رغم أنني من مواليد دمشق ونشأت فيها، ولم أشاهد فلسطين أو أزورها سوى في أحلامي». يضيف متأثراً: «انتمائي لفلسطين كان واضحاً ومباشراً في ملصقاتي عنها. إلاّ أن البعد الجغرافي وما يتصل به من ظروف! بدَّدته عبر الرسائل الإنسانية التي تطرقت إليها، أو بوجودي في أي محفل يخص فلسطين. ثم وإن كنت على أرض سوريا التي احتضنتني، فأنا في فلسطين حقاً. فهناك مبدعون عرب تسكن فلسطين في ضمائرهم وأعمالهم وكتاباتهم، فكيف بي أنا الذي أنتمي إليها بكلي».
وعن بعض السلبيات التي تصادفه خلال قيامه بعمله كمصور محترف، يقول: «العمل في التصوير الصحفي أو الإبداعي الفني، أو حتى ممارسته كهواية في زمن الحرب، هو ضرب من الجنون، كما أن الكاميرا هي من تقود صاحبها إلى مغامرات قد تنتهي بإصابات خطيرة، إن لم يكن الموت! إضافة إلى أن ازدياد شعبية ممارسة هذه الموهبة أدى طرداً إلى انخفاض المستوى الإبداعي».
ويدرك موعد أن عمله في وكالة أنباء لا يتطلب التقاط صور وفق جماليات وفنيات، بل صور واضحة تعكس الخبر. لذلك هو دائم التوق لتقديم صور فنية تعكس موهبته الإبداعية، يقول: «نجحت في تقديم الصور الفوتوغرافية التي نالت الإعجاب والتقدير في المعارض والمحافل، لأنها لامست أفئدتهم وخاطبت أحزانهم وآلامهم وأفراحهم وآمالهم، من خلال مجموعة صور التقطتها للأشخاص والمدن والطبيعة والأبنية، ووثقت لحظات إنسانية صادقة. صحيح أنني ملتزم بالصورة الصحفية. لكن توجهي الحقيقي يتمثل في التصوير الفوتوغرافي».
وعن المكان الذي ترغب عينه الثالثة في التقاطه، حدّد معتز موعد، دولة الإمارات، يقول: «قيض للإمارات أن تنعم بطبيعة مختلفة لا تتوفر لبلدان أخرى. فقبالة الصحراء يتلاطم موج البحر، وبجوار البحر طبيعة ساحرة تبدأ بالنخيل وتنتهي بشتى أنواع الزهور. مشاهد أخاذة جاذبة للكاميرا تكاد لا تُصدق لشدة جمالها. ولا شك ستكون تجربة نوعية لو سنحت لي الفرصة للقيام بزيارة الإمارات في وقت ما. فكل ما فيها يجذب العين الثالثة لحفظه في الكاميرا، ومن ثم تخليده في الذاكرة».
المصدر موقع جريدة الاتحاد الإماراتية
روعة يونس (الاتحاد)